לוכד העכברושים صائد الجرذان

תערוכה זוגית למיכאל ברק ומתן גאפל
 معرض ثنائي لميخائيل باراك ومتان غابِل

אוצרת:  ד״ר רויטל משעלי قيّمة المعرض: د. رفيتال مشعالي

18.7.2025-23.8.2025

 

 

התערוכה ״ לוכד העכברושים״ היא פרשנות עכשווית לאגדת העם הגרמנית ״החלילן מהמלין״. הקריאה שעורכים האמנים מיכאל ברק  ומתן גאפל מהדהדת אירועים היסטורים רחוקים וסמוכים, בעולם ובישראל, של אירועי חטיפת ילדים מביתם כשחפציהם נותרים מאחור. האמנים מאירים בזרקור על ילדים שמשלמים את מחיר התנהגותם הנלוזה של המבוגרים סביבם

האדפטציה הפלסטית של  האגדה, דווקא עכשיו,  נועדה להצביע ולהתריע על  הגבולות המטישטשים והלא מוכרעים בין טוב לרע, בין אמת לשקר, בעידן בו אנו חיים (עידן של פוסט אמת ופייק ניוז). היא הופכת את המבקר.ת בתערוכה לסוכן.ת אקטיבי.ת במציאת תשובה לשאלה העומדת במרכז שנת התערוכות באלפרד:  ״איך נצא מזה עכשיו״ 

הסיפור המקורי מציג מערכת יחסים מורכבת בין חלילן לבין תושבי העיירה המלין מוכת העכברושים. החלילן, שסייע לתושבי העיר להיפטר מהעכברושים אך לא תוגמל כפי שהובטח , יוצא למסע נקם המסתיים בחטיפת 130 ילדים, למעט הילדים בעלי המוגבלויות שנשארו לבשר על הזוועה

ברק וגאפל הופכים את חלל הגלריה למרחב תיאטרלי נעדר נוכחות אנושית . החלל מדמה זירה נטושה, מרחב של אובייקטים ועקבות דוממים המעידים על ההתרחשות שהייתה.  חלל הגלריה מחולק לשניים: שליש מהרצפה מסומן  כ״חניית נכים״ ואילו היתר מצופה בדבק המיועד ללכידת עכברים, ובו חורים המאפשרים תנועה מוגבלת. המבקרים בתערוכה יכולים לבחור האם להישאר באזור המוגן כמתבוננים או להתקדם בחלל ולהסתכן בהידבקות 

העבודות, הפזורות בחלל הגלריה, מערבות היבטים מסורתיים וחדשנים. הן מעמתות בין אלמנטים מרכזיים באגדה (העכברוש, החליל והילדים) עם המציאות של ימינו;  דימויי האימוג׳ים המוכפלים שיצר מיכאל ברק, של עכברושים בהדפסה ישירה על אלומיניום מוברש, מהווים ניסון לדמות שיחת צ׳אט של חברי העיירה המבוהלים. הם מביעים ביקורת על אובדן ערכו של המקור ועל התקשורת הדלה של ימינו, המוסווית בשימוש מוגזם באימוג'ים (ריגשונים) 

מתן גאפל ממקם אוביקטים על המדבקה הדביקה: האחד, פסל עכברוש שהודפס במדפסת תלת מימד וצוּפה בברונזה נוזלית וקורוזיה, המונח על פדסטל גבוה בצורת הצל שלו. השני, רדי-מייד מטופל של חצוצרת ציד, ממנה בוקעים צלילים המאזכרים את השיר "מיכאל" (מרים ילן שטקליס) שגאפל סימפל. בעוד גאפל מייצר העתקים המרפררים למושג המקור ומעוררים געגוע לימים קדומים, ברק משתמש מראש בחומר גלם דיגיטלי נטול נוסטלגיה המאפיין את עידן הפוסט אמת בו אנו חיים


"كان يا ما كان في قديم الزمان"... هكذا تبدأ معظم الحكايات. لكن "عازف المزمار من هاملن" أو "صائد الجرذان من هاملن" تستند بالفعل إلى حادثة واقعية. هذه الأسطورة المعروفة تتقاطع مع أحداث وقعت عام 1284 في مدينة هاملن بألمانيا. كانت البلدة تعاني من وباء جرذان فظيع، فقبلت عرض عازف مزمار غامض ظهر فجأة، ووعدهم بالتخلص منها مقابل أجر. وبالرغم من أن العازف أوفى بوعده وأبعد الجرذان بتأثير نغمات مزمار سحرية، فإن سكان هاملن أخلّوا باتفاقهم وطردوه دون أجر. عاد العازف المغدور لينتقم، فقاد أطفال البلدة إلى خارجها، ولم يعودوا قط. نجا فقط ثلاثة أطفال – واحد أعرج، وآخر أصم، والثالث أعمى – بسبب إعاقتهم. كانت الحادثة صادمة إلى حد أن الأسطورة الشعبية التي نشأت عنها تحولت إلى ميثولوجيا سياسية[1]. هذه الأسطورة جعلت من الممكن للبالغين أن يستوعبوا ويعالجوا حدثًا مأساويًا مثيرًا للجدل، كما ساعدتهم على التعامل مع الفقدان وتنظيف ضميرهم من خلال تحويل اللوم إلى "الآخر" – عازف المزمار الساحر والمنتقم.

 في المعرض الثنائي صائد الجرذان، يقدّم الفنانان ميخائيل براك ومتان غابيل تأويلاً معاصرًا للأسطورة السياسية، في حوار نقدي معها. ولتحقيق ذلك، يستخدمان وسائط تقليدية ورقمية، ويمزجان بين القديم والجديد، في انعكاس لروح عصرنا. تأويل براك وغابيل يُحدث صدى مع أحداث اختطاف أطفال من بيوتهم، بينما تُترك ممتلكاتهم خلفهم. يشير هذا التأويل إلى الأطفال الذين يدفعون ثمن سلوك الكبار المشين من حولهم. إعادة سرد الأسطورة في هذا الوقت تحديدًا، تسعى إلى تسليط الضوء على طمس الحدود بين الخير والشر، وبين الحقيقة والكذب، في عصر نعيشه — عصر "ما بعد الحقيقة" وفقدان البوصلة.

 تبدو قاعة المعرض كأنها ساحة أشباح تظهر فيها آثار لحدث قد وقع فيها. القبعة الموضوعة مهجورة على المنصة، وغياب الشخصيات البشرية، يعزّزان الشعور بالقلق، لكنهما في الوقت ذاته يحوّلاننا – نحن الزوّار والزائرات – إلى ممثلين وممثلات في مسرحية. براك وغابيل يدعوننا إلى فضاء للفعل/الاختيار. أرضية المعرض مقسومة إلى قسمين: "موقف للمعاقين" مميز من باب الدخول حتى تجويف القاعة، أما باقي المساحة فمغطى بالتناوب بمادة لاصقة مخصصة لصيد الجرذان، تتخللها ثقوب (تذكّر بثقوب الجبن)، ما يقيّد حركة الزائر. تركيبة العرض تخلق مسارين للاختيار: أحدهما مريح، والآخر محفوف بالمخاطر. إنها تدفعنا إلى اتخاذ قرار: هل نكون فاعلين أم سلبيين؟ هل نتقدم في الفضاء كفاعلين، أم نبقى نراقب من موقف المعاقين؟ إنها تجبرنا على تحديد الدور الذي نرغب في أدائه:
هل نكون ضحايا من الأطفال الذين تم اختطافهم؟
أم من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تُركوا كشهود على الفظاعة؟
أم ربما جرذانًا في سباق عبثي؟

 ظاهريًا، يبدو أن الخيار حر، لكن كل خيار من الخيارات يقيّد حركة الزائر داخل الفضاء. وبهذا، يتساءل الفنّانان عن معنى الاختيار وعن أدوار الشخصيات في الأسطورة مقارنة بنا نحن. وعلى خلاف الأسطورة الأصلية التي كُتبت بغرض تطهير ضمير البالغين عبر وسم عازف المزمار بأنه "الآخر"، المذنب، وكبش الفداء — يُعيد الفنّانان إحياء الأسطورة ليطرحا أسئلة وتساؤلات أخلاقية حول وضعنا المعاصر. وبذلك، يزرعان الشك ويفككان العلاقات المألوفة بين السبب والنتيجة.

 الأعمال المعروضة في فضاء المعرض المصمَّم بعناية تتناول عناصر مركزية في الأسطورة: الجرذ، والمزمار، والأطفال. أعمال غابيل تمثّل عالمًا تقليديًا وقديمًا من المادة والتراكم. تمثال "نُصْب الجرذ" يُظهر جرذًا تمّت طباعته بطابعة ثلاثية الأبعاد، موضوعًا على قاعدة مرتفعة تأخذ شكل ظله. التمثال مُغطّى بسائل يشبه البرونز (يحاكي البرونز المعدني) وبتآكل طبيعي، ليمنحه مظهرًا قديمًا شبيهًا بالنصب التذكارية، على الرغم من كونه مجرد نسخة بلا أصل. تحويل الجرذ إلى نصب تذكاري (يذكّر بعجل الذهب) يفكّك هو أيضًا الأسطورة السياسية. فخلافًا للأسطورة التي هدفت إلى إزاحة المسؤولية عن الكبار في مصير الأطفال، يُبرز غابيل جشعهم المادي وتبعاته. "بوق الصيّاد" هو عمل جاهز (Ready-made) مُعالَج. كان يُستخدم سابقًا للتواصل بين الصيّادين وكلابهم، أو بينهم وبين بعضهم. شكله يُشبه مزمار عازف هاملن. وُضعت على البوق الأصلي فُوَّهة مصبوبة من البرونز، نُقشت عليها إشارات الاستغاثة "CQD"، وهي أولى إشارات الطوارئ في شفرة مورس. عند غابيل، لا يرمز البوق إلى عازف المزمار، بل إلى الآباء. يتحوّل إلى نوع من الغراموفون يُبثّ من خلاله معالجة صوتية لأغنية "ميخائيل" للشاعرة مريام يالان شتكلس، والتي يُعاد تسميتها: "انتظرتُ انتظرتُ انتظرتُ". وهكذا، تتحوّل "ميخائيل" من أغنية أطفال بريئة إلى صرخة والد يشتاق إلى طفله. تماثيل غابيل المثبّتة على الأرض تجسّد الزمن الذي مضى، الذنب، الحزن، إلى جانب إحساس بالحنين الموجِع.

أعمال براك تمثّل العالم الجديد – العالم الرقمي، عالم الشبكات الاجتماعية والرموز التعبيرية (الإيموجي). بينما يُنتج غابيل نسخًا بلا أصل تستحضر الحنين إلى الأزمنة الغابرة، يستخدم براك منذ البداية مادة رقمية خام لا تحمل أي نزعة نوستالجية. ومع ذلك، تشكّل أعماله جسرًا يربط بين "هناك وآنذاك" و"هنا والآن"، بهدف انتقاد أنماط التواصل الفقيرة والمحدودة، والتمثيلات الزائفة (السيمولاكرا)، والميل إلى المبالغة الذي يؤدي إلى فقدان المعنى، والأخلاق، والقيمة في زمننا. في عمله "ثلاثة جرذان"، يُكبّر براك رمز الإيموجي الخاص بالجرذ ويكرّره (وهي عملية تفضح الأصل الرقمي للصورة)، ضمن تنسيق يُشبه بنية رسالة في تطبيق واتساب. إنها محاولة ساخرة لمحاكاة محادثة بين سكان المدينة المذعورين، ولكنها أيضًا نقد لطبيعة التواصل السطحي والثنائي المعتمد اليوم على رموز صغيرة ومكررة. في عمله "يضيء في الظلام"، يُنشئ علاقة سردية بين إيموجي الجرذ وإيموجي فخّ الجبن، للإشارة إلى الخطر الكامن في "سباق الجرذان" الذي يميّز الحياة في المجتمعات الغربية. المادة المستخدمة في الطباعة – الألمنيوم المصقول – تُستخدم عادة لصناعة لافتات مصمّمة لأصحاب المهن مثل المحامين أو المحاسبين. وهي تُلمّح إلى جشع سكان هاملن بشكل خاص، والبشر بشكل عام، ذلك الجشع الذي يجرّ عليهم الخراب مرارًا وتكرارًا.

 تُختَتم المسارات داخل الفضاء بكتابة على النوافذ تقول "لم أرَ، لم أسمع، لم أَمشِ." هذه العبارة، الغامضة وغير الحاسمة، تعمل كتحذير أو كإرشاد للزائر/ة. من جهة، ووفقًا للأسطورة، فهذه هي الطريقة للنجاة. ومن جهة أخرى – في عصر الأخبار الكاذبة، فإن المعلومات التي ينشرها الناس دون تحقق، تعرّضنا جميعًا للخطر. 


על האמנים והאוצרת

מיכאל ברק

אמן ומורה לאמנות. חי ויוצר בראש העין. יוצר בצילום, בפיסול, בסאונד ובמדיה דיגיטלית. עבודותיו עוסקות במבנים חברתיים ותרבותיים, תוך בחינה של האישי והקולקטיבי, עבר והווה, הפרעה וסדר. בוגר תואר ראשון באמנות וחינוך בהצטיינות יתרה מהמדרשה לאמנות, הפקולטה לאמנויות במכללת בית ברל. הציג בתערוכות קבוצתיות בישראל 

מתן גאפל

אמן, חי ויוצר בתל אביב. יוצר מיצבים פיסוליים המשלבים בין פיסול, סאונד וריח. סיים בהצטיינות תואר ראשון באמנות פלסטית וחינוך במדרשה לאמנות, הפקולטה לאמנויות במכללת בית-ברל, שנת 2024. בוגר המחלקה לצילום במכללת מוסררה,שנת 2018. הציג בתערוכות קבוצתיות בישראל 

ד״ר רויטל משעלי היא חוקרת, אוצרת אמנות עצמאית, דרמטורגית ואמנית פרפורמנס אשר חיה ופועלת בתל אביב-יפו (כעת באמסטרדם). משעלי היא בעלת תואר דוקטור באמנות חזותית מאוניברסיטת תל אביב. בכתיבתה וביצירתה היא עוסקת בזהות נשית, אימהות והחיבור ביניהן למרחב הציבורי. משעלי אצרה והפיקה תערוכות ואירועי אמנות בתל אביב, ברלין וארה״ב. חברה באלפרד  - מכון שיתופי לאמנות ותרבות משנת .2021 


عن الفنانين والقيّمة:

ميخائيل براك
فنان ومدرّس فنون. يعيش ويعمل في روش هعاين. يعمل بالتصوير، النحت، الصوت والميديا الرقمية. تتناول أعماله البُنى الاجتماعية والثقافية، من خلال فحص العلاقة بين الفردي والجماعي، الماضي والحاضر، الفوضى والنظام. حاصل على لقب أول بامتياز من كلية بيت-بيرل، قسم الفنون والتعليم. شارك في معارض جماعية في إسرائيل.

متان غابيل
فنان يعيش ويعمل في تل أبيب. ينتج تنصيبات نحتية تجمع بين النحت، الصوت والرائحة. أنهى لقب أول بامتياز في الفنون البصرية والتعليم في كلية بيت-بيرل عام 2024. خريج قسم التصوير في كلية مصرارة عام 2018. شارك في معارض جماعية في إسرائيل.

د. رفيتال مشعالي
باحثة، قيّمة مستقلة، دراماتورجية وفنانة عروض. تعيش وتعمل في تل أبيب-يافا (حاليًا في أمستردام). حاصلة على دكتوراه في الفنون البصرية من جامعة تل أبيب. تتناول في كتابتها وإبداعها مواضيع الهوية النسائية، الأمومة وعلاقتها بالحيز العام. أشرفت على تنظيم معارض وفعاليات فنية في تل أبيب، برلين والولايات المتحدة. عضو في ألفرد منذ 2021.